الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

مقالة هامة في درس الاحساس والادراك


من أهم مقالات درس الاحساس والادراك .
ملاحظة : حاول عزيزي التلميذ أن تحافظ على العبارات الموضوعة في الإطار في كل مقال جدلي 
لا تبخلو عنا بكلمة شكر .....


هل يستند الادراك الى عوامل ذاتية أم إلى عوامل موضوعية ؟
  الادراك من العمليات النفسية التي يحتاج إليها الانسان في فهم عالمه الخارجي ، حيث يعرف بأنه عملية نفسية عقلية معقدة هدفها فهم العالم الخارجي ، وقد اختلف الفلاسفة والمفكرون حول طبيعة العوامل المؤثرة في الادراك فهناك من رأى بأن الادراك يستند إلى عوامل ذاتية، في حين هناك من رأى بأنه يستند إلى عوامل موضوعية ومن هنا نطرح الاشكال التالي : هل الادراك يستند إلى عوامل ذاتية أم إلى عوامل موضوعية ؟
 يرى الموقف الأول أن الادراك راجع إلى نشاط الذات المدركة من خلال العوامل العقلية من انتباه وذكاء وذاكرة وتخيل وغيرها ولعل الاتجاه العقلي ممثلا في أفلاطون وديكارت وذلك من خلال إرجاع مصدر المعرفة إلى العقل حيث يقول ديكارت :" أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني " وكذلك إرجاع أفلاطون من قبله المعرفة إلى التذكر في قوله: " إن المعرفة تذكر " كما نجد من العوامل الذاتية سلامة الحواس والتي تؤثر في الادراك والنظرية الحسية من أهم من أعلى من دور الحواس و جعلها مصدرا للمعرفة يقول جون لوك : " إن العقل يولد صفحة بيضاء والحواس هي التي تخط المعرفة عليه " ونجد من العوامل الذاتية كذلك العامل النفسي كالرغبة والميول والإحباط والمزاج...وكذلك العوامل الاجتماعية في الذات كالعادات والتقاليد تغير من ادراكنا للموضوعات ..
النقد 
رغم ما قدمه هذا الموقف من حجج إلا أنه لم يسلم من النقد فالعوامل الذاتية وحدها لا تكفي، فالعقل وحده لا يؤدي إلى الإدراك إذا كان الشيء معاقا بعوائق خارجية، كما بعض الأشياء تحتوي على صفات وخصائص في بنيتها يجعل من إدراكها أسهل من غيرها.
لموقف الثاني:
بالمقابل يرى الموقف النقيض أن الإدراك يتوقف على فاعلية الموضوع فطبيعة الشيء هي التي تحدد طبيعة إدراكنا ممثلة في المدرسة الجشطالتية بزعامة كل من: فيرتهيمر  كوفكا ، وكوهلر حيث ترى  أن نشاط الذهن شكلي فهو لا يعود إلى عوامل حسية بحتة، ولا إلى عوامل عقلية بقدر ما يعود إلى الموقف والبنية بأكملها وانتظام هذه البنية أو تفككها في المجال البصري هو الذي يحدد نوع الإدراك، يقول بول غيوم :" إن الوقائع النفسية صور، أي وحدات عضوية تنفرد وتتحدد في المجال المكاني والزماني للإدراك أو التصور، وتخضع الصور بالنسبة للإدراك، لمجموعة من العوامل الموضوعية" وهي مجموعة من القوانين التي يعتبرونها عبارة عن عوامل موضوعية تحكم المجال الإدراكي للإنسان ومن بين أهم هذه العوامل: الشكل والأرضية: يرى أنصار مدرسة الجاشطلت ، أن العامل الأساسي في تجزئة المجال الإدراكي إلى موضوعات مختلفة هو (الشكل والأرضية)، حيث ندرك الأشكال أولا ثم الأرضية بعد ذلك ، لأن الشكل يكون أكثر وضوحا وأسهل للإدراك من الأرضية، فالوردة المرسومة على القماش شكل أوضح . من الأرضية التي هي القماش، والبقعة السوداء المرسومة على ورقة بيضاء تعتبر شكل أوضح من الورقة كأرضية ، بالإضافة إلى عامل التقارب: حيث أن الأشياء المتقاربة في الزمان أو المكان يسهل إدراكها كصيغة متكاملة، فنحن ندرك أسنان المشط ككل واحد، وليس سنة سنة، وندرك كراسي حجرة الجلوس كوحدة متكاملة نتيجة تقاربها، بعكس لو كان كل كرسي منها في حجرة ، عامل التشابه: فنحن ندرك الأشياء المتشابهة في الشكل أو الحجم أو اللون، كصيغ مستقلة تدرك كوحدة منظمة ، عامل الاتصال: فالأشياء المتصلة يبعضها التي تربط بينها خطوط أو علاقات تدرك كصيغ متكاملة.عامل الإغلاق: فنحن في ادراكاتنا نميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنها، فندرك الأشياء الناقصة كما لو كانت كاملة، فالدائرة الناقصة في بعض أجزائها، ندركها كاملة، كما ندرك وجه الإنسان في صورة ما كما لو كان كاملا وإن كان ينقص الأنف أو الأذن ..
النقد
لقد وفقت المدرسة الجاشطلتية إلى ما ذهبت إليه، فهي نبهتنا إلى أهمية العوامل الخارجية في تشكيل عملية الإدراك، إلا أنها قللت بالمقابل ، من دور وإسهام العوامل الذاتية إلى حدها الأدنى، مع أن تأثير البنيات المنتظمة والصور الكلية في الذهن لا يعني دائما أن الذات العارفة لا تؤثر في الأشياء التي تدركها، والذهن لا يكون ، في العادة، مجرد إطار سلبي يستقبل شتى المدركات، كما أن للإنسان ميول ورغبات كثيرا ما تؤثر في عملياته النفسية كالإدراك .
التركيب
بعد عرضنا للموقفين المتعارضين تجد أن عملية الإدراك تتم بتضافر الكثير من العوامل الذاتية منها والموضوعية، ، الأولى تتعلق بالذات المدركة ممثلة في الحالة النفسية والعقلية والجسمية والثانية يتعلق بالموضوع المدرك، من حيث بنيته وعلاقته بالوجود الخارجي،وكرأي شخصي نجد أن الإدراك ما هو إلا محصلة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية.

الخاتمة 
ي الأخير نخلص إلى أن عملية الإدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك، ومنها ما يرتبط بطبيعة 
الشيء المدرك. ولن يتم الإدراك إلا من خلال تحالف الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية .

هناك 6 تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.