واعلم أن كل الكائنات تستغفر لك

فال عليه الصلاة والسلام "وانه ليستغفر لطالب العلم من في السماوات والارض حتى الحيتان في الماء"

ارسم طريقك في طلب العلم

قال عليه الصلاة والسلام " من سلك طريقا يطلب فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الحنة"

واعلم أن الرزق بيد الله

قال تعالى :"وفي السماء رزقكم وماتوعدون"

انطلق الآن ولا تنتظر

قال تعالى :" كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون"

تطلع دوما إلى العلياء

فمن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

افتتاحية السنة الدراسية 2016/2017

افتتاحية السنة الدراسية 2016/2017


السلام عليكم أحبابي ها قد انتهت العطلة وحان وقت الجد والعمل أنتظر اقتراحاتكم لكي نبدأ العمل سويا للتحضير لبكالوريا 2017 بعد النجاح الذي تحقق لجميع من حضر وتفاعل مع الأستاذ من خلال هذة المدونة أو صفحتنا على الفيسبوك كل كلمة منكم تزيد في تواصلي معكم أنتظر رسائلكم وتعليقاتكم محبكم الاستاذ قسمية ع 

السبت، 28 مايو 2016

مقالة في النظم السياسية


هل أنظمة الحكم الفردية هي الأقدر على تقوية معالم الدولة ؟
   
طرح المشكلة :

    تعرف الدولة بأنها كيان سياسي واجتماعي يتمثل في مجموعة من الأفراد يخضعون لهيئة منظمة تسهر على رعاية شؤونهم وفق قوانين يحتلون إقليما جغرافيا معروف الحدود وهي مصدر السلطة والسيادة داخل المجتمع وخارجه وبالتالي فإن السلطة من أهم أركان الدولة إلا أن الفلاسفة والمفكرون قد اختلفوا حول طبيعة السلطة والنظام الذي ينبغي أن يحكم الدولة فهناك من رأى بأن أنظمة الحكم الفردية هي الأقدر على الحفاظ على الدولة في حين هناك من رأى بأن أنظمة الحكم الجماعية هي التي تحفظ الدولة وبقاءها ومن هنا نطرح الاشكال التالي : هل أنظمة الحكم الفردية هي الأقدر على الحفاظ على كيان الدولة ؟ أو بعبارة أخرى أيهما أفضل للحكم الأنظمة الفردية أم الجماعية ؟  

محاولة حل المشكلة :

   يرى الموقف الأول أن أنظمة الحكم الفردية هي الأقدر على تقوية معالم الدولة والحفاظ على أركانها وتتمثل هذه الأنظمة في كل من الحكم الملكي المطلق والحكم الاستبدادي اوالدكتاتوري ففي الحكم الملكي يستمد الملك سلطته من التفويض الإلهي للأسرة المالكة وتكون جميع السلطات في يد الملك ومن أمثلته حكم أباطرة أوروبا والدولة العباسية والأموية أما في الحكم الاستبدادي فإن الحاكم يأخذ الحكم بالقوة ويفرض سلطته بالقوة حيث لا اعتراف بالدساتير والقوانين ولا إيمان بالتعددية الحزبية ولافصل بين السلطات ولايستشير الحاكم في اتخاذ قراراته ويتميز بالقسوة والقوة يقول ميكيافيلي :" الغاية تبرر الوسيلة "  ويقوم بمنع كل الحريات كما أنه يتشبث بالسلطة وهذا النوع من الحكم هو الأقدر حسب هوبز على حفظ الدولة ومنع الأفراد على بعضهم البعض إذ يقول توماس هوبز :" الانسان ذئب لأخيه الانسان " ومن أمثلة هذا النوع من الحكم نجد حكم هتلر ونابليون وموسولوني .

   رغم كل هذا إلا أن هذا النوع من الحكم يؤدي إلى الاضطرابات والفوضى والمشاكل بسبب القمع الممارس كما أن أغلب الدول التي طبقت هذا النوع من الحكم كان مآلها الزوال بسبب غياب العدالة .

   بالمقابل يرى الموقف النقيض أن أنظمة الحكم الجماعية ممثلة في حكم الشعب أو ما يسمى بالديمقراطية هي الأقدر على تقوية معالم الدولة لأن الشعب هو الذي يختار من يحكمه حيث يقوم هذا النوع من الانظمة على فصل السلطات عن بعضها وكذا احترام حقوق الانسان ويقوم على الانتخاب سواءا المباشر كما في الديمقراطية المباشرة التي وجدت عند اليونان أو من خلال نواب ممثلين للشعب يختارهم الشعب بارادته وتقوم الديمقراطية على الشفافية ، يقول جون جاك روسو :" ليس تأسيس الحكومة عقدا بل بل قانونا ، وإن الذين تودع لهم السلطة التنفيذية ليسو أسيادا للشعب إنما موظفوه وبوسع الشعب وضعهم أو خلعهم عندما يرغب في ذلك " ونجد من أنواع الديمقراطية ، الديمقراطية الليبيرالية التي تشجع على الحريات السياسية كالتعددية الحزبية وحرية المعارضة والتعبير والملكية وغيرها من الحريات يقول هنري ميشال :" إن الغاية الأولى للديمقراطية هي الحرية " كما نجد الديمقراطية الاجتماعية أو الاشتراكية والتي نادت بالعدالة الاجتماعية بدل الحريات السياسية كالمساواة وتكافؤ الفرص ونبذ الاستغلال .

   صحيح أن قيم الديمقراطية رائعة ولكن الواقع يثبت أن الديمقراطية أصبحت شعارا وأداة للوصول إلى السلطة فحتى الديمقراطية المباشرة عند اليونان كانت تقصي فئات من الشعب كالعبيد والمواطنين الأقل من عشرين سنة ومن لم تكن أمه أثينية ، والديقراطية السياسية أهملت العدالة الاجتماعية اما الديمقراطية الاشتراكية فقد أهملت الحريات السياسية .

   بعد عرضنا للموقفين المتعارضين نجد بأن أفضل الأنظمة هو نظام الشورى الإسلامي الذي يشمل جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية قال الله تعالى :" وشاورهم في الامر " وقال :" وأمرهم شورى بينهم " فالشورى من الأنظمة التي تمكن الشعب من المشاركة في أمور الحكم وكرأي شخصي نجد بأن نظام الحكم الجماعي هو الأقدر على الحفاظ على أركان الدولة ومن أفضل صوره الشورى .

حل المشكلة : 

   في الأخير نخلص إلى القول بأن قيام الدولة وأساس بقائها لا يكون إلا بضمان الحريات بمختلف أنواعها وكذا بمشاركة الشعب في تسيير شؤونه لذا فإن الحكم الجماعي هو الأقدر على تقوية معالم الدولة ولعل نجاح نظام الشورى الإسلامي أهم دليل على ذلك  .                     


مقالة في درس الأخلاق لشعبة آداب وفلسفة


هل يمكن اعتبار العقل معيارا للقيمة الأخلاقية ؟
  
   طرح المشكلة :

   يعتبر موضوع الأخلاق من بين أهم المواضيع التي خاض فيه التفكير الانساني منذ القديم وذلك لارتباطها بالسلوك البشري وقد قدرت وفق قيمه أخلاقية تعرف بأنها ما يحمله الفعل من خير فيكون محل استحباب أومن شر فيكون محل استهجان ورفض وقد اختلف الفلاسفة والمفكرون حول المعيار الأمثل للقيمة الأخلاقية فهناك من رأى بأن معيار القيمة الأخلاقية هو العقل وبالتالي فالأخلاق مطلقة في حين هناك من رأى بأن معيار القيمة الأخلاقية هو المنعة وبالتالي فالأخلاق نسبية متغيرة ومن هنا نطرح الاشكال التالي : هل يمكن اعتبار العقل معيارا للقيمة الأخلاقية ؟

محاولة حل المشكلة :

    يرى الموقف الأول أن معيار القيمة الأخلاقية هو العقل وأن العقل هو أساس الحكم على قيم الخير والشر في السلوكات البشرية ويمثل هذا الموقف كل من الفيلسوف اليوناني أفلاطون وكذا المعتزلة في الفلسفة الإسلامية وكذا الفيلسوف الألماني كانط ، فأفلاطون قسم النفس البشرية إلى نفس عاقلة ونفس غضبية وأخرى شهوانية وأن الأخلاق قائمة على مدى سيطرة النفس العاقلة على النفس الغضبية والشهوانية ، وهنا فقط تضاهي السلوكات الأخلاقية القيم  الموجودة في عالم المثل ، يقول أفلاطون : " إن الأخلاق فوق الوجود شرفا وقوة " ، كما أن المعتزلة في الفلسفة الإسلامية أرجعوا الأخلاق إلى العقل بحكم أن الله قد ميز به الانسان وأمره بإعماله للتمييز بين الخير الشر أما الألماني كانط فقد أرجع القيمة الأخلاقية إلى فعل الواجب من أجل الواجب والذي تمليه علينا الإرادة الخيرة فالفعل الذي يكون دافعه الوصول إلى غاية ما ليس فعلا أخلاقيا ( أصدق ليثق فيك الناس ) ، أما الفعل الذي يكون غاية في ذاته فهو الفعل الذي يعبر عن الأخلاق ( أصدق وكفى ) يقول كانط : " كن جريئا في إعمال عقلك" ويعرف كانط الإرادة الخيرة بقوله :" إن الإرادة الخيرة ليست خيرة بما تحدثه من أشر أو بصلاحيتها للوصول إلى هذا الهدف أو ذاك بل هي خيرة بفعل الإرادة وحده أعني أنها خيرة في ذاتها " وبهذا تصبح الأخلاق واحدة وثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان .

   رغم ما قدمه هذا الموقف من حجج إلا أنه لم يسلم من النقد إذ أن هذا الموقف يتناقض وواقع القيم الأخلاقية التي تختلف باختلاف المكان والزمان وكذا فإن هذه النظرة مثالية لا يمكن أن تكرس على أرض الواقع لذا قال أحد الفلاسفة عن كانط :" يدا كانط نقيتان لكنه لا يملك يدان".

    بالمقابل يرى الموقف النقيض أن معيار القيمة الأخلاقية هو اللذة والمنفعة وبالتالي فإن الفعل ليس أخلاقيا في ذاته بل بما يصل وما يحققه من غايات ويمثل هذا الموقف أرستيب القورينائي الذي يقول :" إن اللذة هي الخير الأعظم " إلا أن ابيقور أسس الأخلاق على معيار المنفعة العامة  بدل اللذة الفردية وقد حدد معايير عامة للأخلاق وهي ما تسمى بتعاليم أبيقور الشهيرة : " خذ اللذة التي لا يعقبها ألم واترك اللذة التي تحرمك من لذة أعظم منها أو يعقبها ألم ..." وقد عاد جيريمي بنتام للحديث عن اللذة الفردية إلا أن جون ستوارت ميل أسس الأخلاق على معيار المنفعة الجماعية بقوله :" كلما كان الخير منتشرا كلما كان قاعدة صحيحة لبناء الأخلاق " .وبهذا تصبح الاخلاق نسبية متغيرة بتغير المنفعة .

   رغم ما قدمه الموقف النقيض من حجج إلا أن تأسيس الأخلاق على معيار اللذة والمنفعة لا يرقى إلى شرف المناقب والمثل العليا كما أنه يؤسس لكل ما هو دنيء ووضيع ويجعل من الأخلاق عبثية متغيرة بتغير المنافع في حين وجب أن تكون الأخلاق واحدة عند جميع الناس .

   بعد عرضنا للموقفين المتعارضين نجد بأن الفعل الخلقي ينبغي أن يقاس بمعيار ثابت يظهر في ما تمليه الإرادة الإلهية من تعاليم الشرع باعتباره سلطة مقدسة هي الأدرى بما يتوافق ومصالح العباد فالخير ما أمر الله به والشر ما نهى عنه وكرأي شخصي نجد أن الشرع باعتبار تنظير سماوي هو الأصلح لأن يكون معيارا للقيمة الأخلاقية .

حل المشكلة :


   في الأخير نخلص إلى القول بأن معيار القيمة الأخلاقية وإن تعددت الرؤى إلا أن الخير والشر في الأساس راجع إلى دراية إلهية تؤسس لشريعة هدفها الأول تحقيق الاستخلاف في الأرض والسمو بالإنسان وتكريمه عن باقي الكائنات .           

الأربعاء، 25 مايو 2016

المقالة الأساسية في درس الحقوق والواجبات

-       

            --  أيهما أحق بالأسبقية الحق أم الواجب ؟


-  هل الحق أسبق ام الواجب ؟

طرح المشكلة :
   يعتبر العدل أساس الملك فلا بقاء للمجتمعات ولا استمرارية للأمم إلا في وجود عدالة مبنية على قانون قوي يحدد لجميع الأفراد مالهم من حقوقهم ، وما عليهم من واجبات ولذا فالحق في تعريفه هو كل ما تمنحه القوانين للفرد أما الواجب فهو كل ما تفرضه القوانين على الفرد ، إلا أن الفلاسفة والمفكرون قد اختلفوا حول موضوع مدى أسبقية الحق على الواجب فهناك من رأى بأن الحق أحق بالأسبقية من الواجب في حين هناك من رأى بأن من الأولى أن نطالب الناس بأداء واجباتهم قبل إعطائهم حقوقهم ومن هنا نطرح الاشكال التالي أيهما أحق بالأسبقية الحق أم الواجب ؟
محاولة حل المشكلة :
    يرى الموقف الأول أن الحق ينبغي أن يسبق الحق وأنه ينبغي أن نمكن الناس من حقوقهم أولا ثم نطالبهم بأداء واجباتهم وهذا ما دافعت عليه نظرية القانون الطبيعي والتي رأت بأسبقية الحق الطبيعي فالحق معطى طبيعي فالإنسان يولد وله حقوق وليست عليه أية واجبات من مثل الحق في الحياة والحق في الحرية وهذه الحقوق يفرضها القانون الطبيعي أو العقل وقد مثل هذه النظرية كل من وولف وجون لوك إذ يقول وولف :" كلما تكلمنا عن القانون الطبيعي لا نبغي مطلقا قانونا طبيعيا بل بالأحرى الحق الذي يتمتع به الانسان بفضل ذلك القانون أي طبيعيا " كما أن الحقوق ملازمة لكينونة الانسان وكذلك فإن وجود الدولة مرتبط بالحق حيث أن إعطاء الحقوق هو من الأولويات التي وجدت من أجلها الدولة كما يرى فلاسفة العقد الاجتماعي أمثال جون جاك روسو ، وتوماس هوبز  كما نجد أسبقية الحق في القانون الوضعي فجميع المنظمات الدولية لحقوق الانسان نادت بإقرار الحقوق الأساسية للإنسان قبل أي واجب ومن كل هذا فإن الحق أسبق من الواجب .

    رغم ما قدمه هذا الموقف من حجج إلا أنه لم يسلم من النقد فالإعلاء من مكانة الحقوق على الواجبات فيه دعوة للتقاعس والإهمال، فإهمال الواجبات يؤدي لامحالة إلى انهيار المجتمع ثم كيف يتسنى للإنسان أن يحصل على حقه إذا لم يقم الآخر بواجباتهم تجاهه.

    بالمقابل يرى الموقف النقيض أن الواجب أحق بالأسبقية من الحق وأنه ينبغي أن نطالب الناس بأداء واجباتهم قبل تمكينهم من حقوقهم ويظهر هذا في أسبقية الواجب الأخلاقي مع كانط الذي يرى بأن القيام بالواجب الأخلاقي لا ينتظر حقا بالمقابل بل نقوم بالواجب من أجل الواجب، إذ يقول كانط: " " كما أن أوغست كونت قدم الواجب الاجتماعي عن كل حق فالحق ما هو إلا واجب الآخرين تجاهنا إذ بقيام كل منا بواجباته تقوم الحقوق تلقائيا لذا يقول كونت :" ليس للفرد حقوق بل عليه واجبات " وبهذا فإن الواجب الاجتماعي يجعلنا نهمل تماما الحقوق .

   صحيح أن قيام كل فرد بواجباته أمر لازم إلا أن العمل بالواجب في حد ذاته ينتظر حقا بالمقابل إضافة إلى أنه لايوجد قانونا في العالم يفرض واجبات قبل أن يقر حقوقا وهذه النظرية بترت العدالة من أهم مقوم لها وهو الحق .

   بعد عرضنا للموقفين المتعارضين نجد بأن العدالة الحقة هي التي تحقق رعاية وتوازنا لكل من حقوق الأفراد وواجباتهم ولا تهمل أيا منهما ذلك أن كل حق يرتد إلى واجب بالمقابل وكرأي شخصي فإن العدل لايتحقق إلا في وجود قانون يضمن لللأفراد حقوقا ويلزمهم بواجبات .
  
حل المشكلة :
    
  في الأخير نخلص إلى القول أنه من الضروري تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات وأن كل إهمال لأحد الطرفين يكرس لعدالة عرجاء وينبئ بزوال الدولة والمجتمع لأن قيام أي دولة وبقاءها مرهون بعدالة مبنية على قانون قوي يضمن لكل فرد حقه ويفرض عليه القيام بواجباته على أكمل وجه


الأربعاء، 4 مايو 2016

من أهم المقالات

هل تعتقد بأن قواعد المنطق الصوري تعصم الذهن من الوقوع في الخطأ ؟

هل المنطق الصوري ضروري لكل تفكير ؟

الثلاثاء، 2 فبراير 2016

المقالة الأساسية في درس الشعور واللاشعور

المقالة الأساسية في درس الشعور واللاشعور 




هل الشعور مبدأ وحيد للحياة النفسية ؟

     يجمع العلماء والمفكرون على أن الانسان عبارة عن ثنائية جسم وروح، أما الجانب الجسمي فيهتم بدراسته ما يعرف بالفيزيولوجيا أو مايسمى بعلم الأعضاء ، أما الجانب النفسي الروحي فيهتم به علماء النفس ، إلا أن الخلاف قد احتدم بين علماء النفس منذ ظهور علم النفس الحديث خاصة  حول أساس الحياة النفسية ، فهناك من رأى بأن الحياة الحياة النفسية تقوم على الشعور فقط في حين هناك من رأى بوجود جانب شاسع من الحياة النفسية يتمثل في اللاشعور ومن هنا نطرح الاشكال التالي : هل الحياة النفسية للإنسان في مجملها حياة شعورية ؟ أو بعبارة أخرى هل الشعور مبدأ وحيد في الحياة النفسية ؟
    يرى الموقف الأول ممثلا في علم النفسية القديم بأن الحياة النفسية في مجملها حياة شعورية وأن الشعور مبدأ وحيد في الحياة النفسية للإنسان ويمثل هذا الموقف كل من ابن سينا ديكارت وبرغسون ، حيث رأى ابن سينا أن نشاط الروح يتمثل في الفكر وهو نشاط واع وهذا ما أكد عليه ديكارت في الفلسفة الحديثة من خلال ما يسمى بالكوجيتو الديكارتي : " أنا أفكر إذن أنا موجود " ، حيث رأى ديكارت أنه لا يوجد خارج حياة الجسم إلا الحياة النفسية التي نشعر بها ونعيها تماما إذ يقول :" لا يوجد خارج الحياة النفسية الشعورية إلا الحياة الفيزيولوجية " ،ويقول كذلك :" ماهو نفسي هو بالأساس شعوري" أما برغسون فقد عدد خصائص الشعور باعتباره متغير وذاتي وفردي ، وانتقائي ومستمر لا ينقطع .. إذ يقول في هذا : " إن الشعور كالنهر الجاري الذي لا يعرف التوقف وحتى وإن تدنى مستواه فإنه لا يغيب " كما يقول رويه كولارد :" إن ذواتنا وآلامنا ومخاوفنا وجميع إحساساتنا تجري أمام الشعور كما تجري مياه النهر أمام عيني المشاهد " وبهذا فالشعور مبدأ وحيد للحياة النفسية .
    رغم ما قدمه هذا الموقف من حجج إلا أنه لم يسلم من النقد إذ كثيرا ما تصدر منا سلوكات لا نعي سبب صدورها منا كزلات اللسان مثلا ، فنقول أشياءا لم نرد قولها ، كما أن الشعور يبقى عاجزا عن تفسير بعض الظواهر النفسية بسبب غموضها وجهل الشعور لعللها كالأحلام  مثلا .
    بالمقابل يرى الموقف النقيض أن الحياة النفسية ليست في مجملها حياة شعورية وأن الحياة النفسية تحوي جانبا مهما هو اللاشعور حيث انتبه علماء النفس في القرن التاسع عشر إلى وجود نشاط نفسي خفي عميق يتجلى في  الاحلام وزلات القلم وفلتات اللسان والتعويض والتبرير وكانت البداية مع كل من شاركو وبروير وليبنيتز وشوبنهاور حيث استعملوا طريقة التنويم المغناطيسي للكشف عن حالات الكبت واللاشعور عند المرضى النفسانيين ، لكن سرعان ما اكتشف النمساوي سيغموند فرويد أخطاء هذه الطريقة ليستبدلها بالتداعي الحر . حيث يطلب من المريض أن يترك أفكاره تتداعى ثم يقتنض منها المحلل النفسي الأفكار اللاشعورية وينقلها إلى الشعور فيزول المرض ،  يقول فرويــد :" إن مجرد إعطاء معنى للأمراض العصبية بفضل تفسير تحليلي يكون حجة دامغة على وجود نشاط نفسي لا شعوري " وقد قسم فرويد الجهاز النفسي إلى ثلاث مستويات هي الهو والأنا والأنا الأعلى ومن هذا التقسيم رأى بوجود غريزتين تحكمان سلوكيات الانسان هما غريزة الليبدو والغريزة العدوانية ،يقول فرويد :" إن فرضية الشعور فرضية لازمة " وبهذا فإن اللاشعور جانب مهم من الحياة النفسية .
   رغم ما جاء به رواد علم النفس الحديث من حجج لإثبات وجود اللاشعور إلا أن نظريتهم بقيت على المستوى الفلسفي ولم تصل إلى درجة العلمية وهذا باعتراف فرويد ذاته ، كما أنها طبقت على المرضى دون الاسوياء لذا يقول هنري أي : " إن المحلل النفسي كالبوم لا يرى إلا في الظلام " كما أن إرجاع كل سلوكات الانسان إلى اللاشعور وجانب المكبوتات أمر مبالغ فيه .
   بعد عرضنا للموقفين المتعارضين نجد أن الحياة النفسية لا تخلو من جانبين مهمين هما الشعور واللاشعور فالشعور مصدر معرفة الانسان لذاته وأفعاله ومحيطه واللاشعور له دور في تنفيس الرغبات والمكبوتات لذا فإن الحياة النفسية تتركب من الشعور واللاشعور وكرأي شخصي فإننا لا يمكننا أن ننكر وجود حالات نفسية لا يمكن تفسيرها إلا بالإقرار باللاشعور .

   في الأخير يمكن القول بأن اكتشاف اللاشعور ساهم بدرجة كبيرة في مساعدة الأطباء النفسانيين على معالجة الأمراض النفسية إلا أن الغالب على حياة الانسان هو الحياة الشعورية التي يدرك بها الانسان ذاته ومحيطه وعالمه الخارجي.

من دون تعليقاتكم وتشجيعاتكم لا يمكن أن نستمر ........

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

مقالة هامة في درس الاحساس والادراك


من أهم مقالات درس الاحساس والادراك .
ملاحظة : حاول عزيزي التلميذ أن تحافظ على العبارات الموضوعة في الإطار في كل مقال جدلي 
لا تبخلو عنا بكلمة شكر .....


هل يستند الادراك الى عوامل ذاتية أم إلى عوامل موضوعية ؟
  الادراك من العمليات النفسية التي يحتاج إليها الانسان في فهم عالمه الخارجي ، حيث يعرف بأنه عملية نفسية عقلية معقدة هدفها فهم العالم الخارجي ، وقد اختلف الفلاسفة والمفكرون حول طبيعة العوامل المؤثرة في الادراك فهناك من رأى بأن الادراك يستند إلى عوامل ذاتية، في حين هناك من رأى بأنه يستند إلى عوامل موضوعية ومن هنا نطرح الاشكال التالي : هل الادراك يستند إلى عوامل ذاتية أم إلى عوامل موضوعية ؟
 يرى الموقف الأول أن الادراك راجع إلى نشاط الذات المدركة من خلال العوامل العقلية من انتباه وذكاء وذاكرة وتخيل وغيرها ولعل الاتجاه العقلي ممثلا في أفلاطون وديكارت وذلك من خلال إرجاع مصدر المعرفة إلى العقل حيث يقول ديكارت :" أنا أدرك بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ما كنت أحسب أني أراه بعيني " وكذلك إرجاع أفلاطون من قبله المعرفة إلى التذكر في قوله: " إن المعرفة تذكر " كما نجد من العوامل الذاتية سلامة الحواس والتي تؤثر في الادراك والنظرية الحسية من أهم من أعلى من دور الحواس و جعلها مصدرا للمعرفة يقول جون لوك : " إن العقل يولد صفحة بيضاء والحواس هي التي تخط المعرفة عليه " ونجد من العوامل الذاتية كذلك العامل النفسي كالرغبة والميول والإحباط والمزاج...وكذلك العوامل الاجتماعية في الذات كالعادات والتقاليد تغير من ادراكنا للموضوعات ..
النقد 
رغم ما قدمه هذا الموقف من حجج إلا أنه لم يسلم من النقد فالعوامل الذاتية وحدها لا تكفي، فالعقل وحده لا يؤدي إلى الإدراك إذا كان الشيء معاقا بعوائق خارجية، كما بعض الأشياء تحتوي على صفات وخصائص في بنيتها يجعل من إدراكها أسهل من غيرها.
لموقف الثاني:
بالمقابل يرى الموقف النقيض أن الإدراك يتوقف على فاعلية الموضوع فطبيعة الشيء هي التي تحدد طبيعة إدراكنا ممثلة في المدرسة الجشطالتية بزعامة كل من: فيرتهيمر  كوفكا ، وكوهلر حيث ترى  أن نشاط الذهن شكلي فهو لا يعود إلى عوامل حسية بحتة، ولا إلى عوامل عقلية بقدر ما يعود إلى الموقف والبنية بأكملها وانتظام هذه البنية أو تفككها في المجال البصري هو الذي يحدد نوع الإدراك، يقول بول غيوم :" إن الوقائع النفسية صور، أي وحدات عضوية تنفرد وتتحدد في المجال المكاني والزماني للإدراك أو التصور، وتخضع الصور بالنسبة للإدراك، لمجموعة من العوامل الموضوعية" وهي مجموعة من القوانين التي يعتبرونها عبارة عن عوامل موضوعية تحكم المجال الإدراكي للإنسان ومن بين أهم هذه العوامل: الشكل والأرضية: يرى أنصار مدرسة الجاشطلت ، أن العامل الأساسي في تجزئة المجال الإدراكي إلى موضوعات مختلفة هو (الشكل والأرضية)، حيث ندرك الأشكال أولا ثم الأرضية بعد ذلك ، لأن الشكل يكون أكثر وضوحا وأسهل للإدراك من الأرضية، فالوردة المرسومة على القماش شكل أوضح . من الأرضية التي هي القماش، والبقعة السوداء المرسومة على ورقة بيضاء تعتبر شكل أوضح من الورقة كأرضية ، بالإضافة إلى عامل التقارب: حيث أن الأشياء المتقاربة في الزمان أو المكان يسهل إدراكها كصيغة متكاملة، فنحن ندرك أسنان المشط ككل واحد، وليس سنة سنة، وندرك كراسي حجرة الجلوس كوحدة متكاملة نتيجة تقاربها، بعكس لو كان كل كرسي منها في حجرة ، عامل التشابه: فنحن ندرك الأشياء المتشابهة في الشكل أو الحجم أو اللون، كصيغ مستقلة تدرك كوحدة منظمة ، عامل الاتصال: فالأشياء المتصلة يبعضها التي تربط بينها خطوط أو علاقات تدرك كصيغ متكاملة.عامل الإغلاق: فنحن في ادراكاتنا نميل إلى سد الثغرات أو النقائص أو التغاضي عنها، فندرك الأشياء الناقصة كما لو كانت كاملة، فالدائرة الناقصة في بعض أجزائها، ندركها كاملة، كما ندرك وجه الإنسان في صورة ما كما لو كان كاملا وإن كان ينقص الأنف أو الأذن ..
النقد
لقد وفقت المدرسة الجاشطلتية إلى ما ذهبت إليه، فهي نبهتنا إلى أهمية العوامل الخارجية في تشكيل عملية الإدراك، إلا أنها قللت بالمقابل ، من دور وإسهام العوامل الذاتية إلى حدها الأدنى، مع أن تأثير البنيات المنتظمة والصور الكلية في الذهن لا يعني دائما أن الذات العارفة لا تؤثر في الأشياء التي تدركها، والذهن لا يكون ، في العادة، مجرد إطار سلبي يستقبل شتى المدركات، كما أن للإنسان ميول ورغبات كثيرا ما تؤثر في عملياته النفسية كالإدراك .
التركيب
بعد عرضنا للموقفين المتعارضين تجد أن عملية الإدراك تتم بتضافر الكثير من العوامل الذاتية منها والموضوعية، ، الأولى تتعلق بالذات المدركة ممثلة في الحالة النفسية والعقلية والجسمية والثانية يتعلق بالموضوع المدرك، من حيث بنيته وعلاقته بالوجود الخارجي،وكرأي شخصي نجد أن الإدراك ما هو إلا محصلة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعية.

الخاتمة 
ي الأخير نخلص إلى أن عملية الإدراك تتأثر بعوامل كثيرة منها ما يرتبط بطبيعة الشخص المدرك، ومنها ما يرتبط بطبيعة 
الشيء المدرك. ولن يتم الإدراك إلا من خلال تحالف الشروط الذاتية مع الشروط الموضوعية .

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

درس اللغة والفكر

درس اللغة والفكر 

المـقـدمة: اللغة كنسق وكظاهرة تشير إلى الأشياء خاصة المادية ، وتجردها في أصوات أوخطوط ، وهي متنوعة من كلام ، إيماءات ، وموسيقي ...وللكشف عن أهمية اللغة وجب أن نتساءل : إذا لم تكن اللغة مجرد أصوات نحدثها ولا مجرد رسوم نخطها ، فما عساها أن تكون ؟  أليست عبارة عن إشارات ورموز نبدعها لتساعدنا علي تنظيم حياتنا وتحقيق التواصل فضلا عن تحديد علاقاتنا مع عالم الأشياء ؟

السبت، 26 سبتمبر 2015

درس الاحساس والإدراك

درس الاحساس والادراك : لشعبة - آداب وفلسفة -

إليكم أحبائي التلاميذ الدرس الاول من إشكالية إدراك العالم الخارجي والمتمثل في درس الإحساس والإدراك . بشكل ملخص وملم في نفس الوقت . مع انتظار تعليقاتكم وأسئلتكم...

لكم انتقيت هذا النشيد

لكم انتقيت هذا النشيد 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.